تحولات الصداقات في عصر السوشيال ميديا: علاقة جديدة بين التفاعلات الرقمية والاتصال البشري

تاريخ النشر: منذ 109 يوم
🖊️ admin

مع ظهور الهواتف الذكية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحنا نتحدث عن مفهوم جديد وهو الوحدة الرقمية، فبدل ما كانت العلاقات تتسم بالحميمية، أصبحت مجرد تفاعلات على الشاشات، كيف صار التواصل الشخصي بعيدًا عن الوجود الحقيقي وتحولت الصداقات إلى مجرد إشعارات إلكترونية؟ هذه تساؤلات تطرح نفسها في ظل التغييرات الجذرية في أسلوب حياتنا،

نستعرض آراء الدكتور إبراهيم مجدى حسين، خبير الطب النفسي، الذي يشير إلى أن السوشيال ميديا تعكس تغيرًا عميقًا في العلاقات الإنسانية، فهذه المنصات لم تعد وسيلة لقضاء الوقت، بل تحولت إلى عامل رئيسي في زيادة حالات الاكتئاب والعزلة، محدثة تغييرات ملحوظة في كيفية تفاعل الناس فيما بينهم،

العزلة رغم التواصل

في خضم هذا التحول، يلاحظ الدكتور إبراهيم أن ما يطلق عليه التواصل الاجتماعي، لا يعدو كونه نوع من التباعد، الأصدقاء لا يجتمعون إلا عبر شاشاتهم، والعائلات أصبحت تقتصر على المكالمات المرئية، حتى الاحتفالات تُختزل في رسائل سريعة وصور مكررة، حتى يتحدث الطبيب عن حال الحضور الشفاهي: “مفيش حد بيقعد مع حد”، معبرًا عن انعدام الحس الجمعي البشري،

تأثير السوشيال ميديا على الأسرة

الأسرة، التي كانت دائمًا مركز الاستقرار، لم تُستثنَ من هذا التغيير، الجلسات العائلية أصبحت نادرة، وعندما يجتمع الأفراد، فإنهم يتواجدون جسديًا ولكن كلٌ منهم في عالمه الخاص على جهازه، يقول الدكتور إبراهيم: “ماعدش في أهل بيجتمعوا على سفرة واحدة”، الهاتف المحمول تحول إلى ضيف ثقيل، ينعزل بهم عن بعضهم في وقت المفترض أن يجتمعوا فيه،

دراسات حديثة من دول مثل هولندا وكوريا تفيد بأن استخدام السوشيال ميديا بشكل مفرط مرتبط بزيادة حالات الاكتئاب، خاصة عند الشباب، يشير الدكتور إبراهيم إلى أن الاعتماد على التفاعلات الرقمية يؤثر بشكل كبير على ثقة الأفراد بأنفسهم، مما ينتج عنه شعور مستمر بالنقص والقلق،

أمراض جديدة وظواهر غير مألوفة

مع زيادة استخدام السوشيال ميديا، ظهرت أعراض جديدة مثل الرهاب الاجتماعي والخوف من مواجهة الناس، الدكتور إبراهيم يوضح أن هذه المنصات هي سبب تآكل المهارات الاجتماعية، حيث أصبح من السهل استبدال الأصدقاء بعلاقات سطحية على الإنترنت،

في النهاية، يؤكد الدكتور إبراهيم على أهمية العودة إلى القيم الإنسانية، فعلاً، نحتاج للتركيز على التوعية والاهتمام بالعلاقات الحقيقية، والجلوس مع العائلة على مائدة واحدة مرة أخرى، يعدنا بأن تخصيص بعض الوقت بعيدًا عن الشاشات يعود علينا بالصحة النفسية، ويعيد الروابط الحقيقية التي افتقدناها في هذا العصر الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى