تساؤلات ملحة حول الطاقة المتجددة بعد انقطاع الكهرباء في إسبانيا

تاريخ النشر: منذ 2 يوم
🖊️ محمود خالد عمار

أحدث انقطاع التيار الكهربائي الكبير الذي شهدته إسبانيا مؤخراً جدلاً واسعاً حول مستقبل الطاقة في البلاد. هذا الإنقطاع، الذي أثر على حياة ملايين الناس، أعاد تسليط الضوء على خطة الحكومة للتخلص التدريجي من المفاعلات النووية وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة. ومع تصاعد المخاوف حول الأسباب وراء هذا الانقطاع، أصبح النقاش أكثر من مجرد فحص للأرقام والبيانات، ليدور حول أهمية السياسات الحالية في مجالات الطاقة واستدامتها.

في رد على الانتقادات، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى التريث لحين إجراء تحقيق رسمي حول سبب الانقطاع. وفي تصريح له، أكد سانشيز أن الحكومة لن تتراجع عن خططها الانتقالية في مجال الطاقة، وركز على أهمية التكيف مع الظروف المتغيرة دون الرجوع للخلف.

أهمية الطاقة النووية وأسباب الجدل

تعتبر الطاقة النووية مصدراً للطاقة خالياً من الكربون يتم إنتاجه من الانشطار النووي. توفر المفاعلات النووية حوالي 10% من الكهرباء حول العالم، ورغم فوائدها في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، تبقى نفاياتها مشكلتها الكبرى، ما يثير قلق الدول حول قدرة التصرف السليم.

إسبانيا والطاقة المتجددة

في ظل هذه الجدليات، تشير التقديرات إلى أن إسبانيا حققت أكثر من 57% من استهلاكها للكهرباء في عام 2024 من مصادر مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وعام 2019، وافقت الحكومة على خطة لإيقاف المفاعلات النووية اعتبارًا من 2027 بهدف زيادة الاعتماد على المصادر المتجددة.

التحديات الجديدة بعد الانقطاع

الانقطاع الأخير أثار تساؤلات جدية حول استدامة شبكة الكهرباء في إسبانيا التي تزايد فيها الاعتماد على الطاقة المتجددة. قبل الانقطاع، وفرت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حوالي 70% من الكهرباء، لكن تلك الأنظمة لم تستطع الحفاظ على الاستقرار خلال الأزمة.

حدث ارتفاع ملحوظ في عمليات البحث عن الطاقة النووية في إسبانيا بعد تلك الحادثة، وتدعو بعض الجهات، مثل جماعة الضغط النووية "فورو نيوكليار"، الحكومة إلى إعادة التفكير في سياساتها. ومع ذلك، يصر سانشيز في البرلمان على أنه لا توجد أدلة تدعم أن العودة إلى الطاقة النووية كانت ستمنع الانقطاع أو تقلل من تأثيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى