تلسكوب “ويب” يكتشف نوى مجرّية نشطة في أعماق الكون

تاريخ النشر: منذ 1 يوم
🖊️ محمود خالد عمار

في خبر علمي مدهش، كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن وجود نوى مجرية نشطة (AGNs) كانت مخفية في أعماق الكون، هذه النوى تعمل كثقوب سوداء ضخمة مغطاة بالغبار، مما يجعلها بعيدة عن الأنظار عند استخدام الوسائل التقليدية، إلا أن قوة إشعاعها الكبيرة سهلت رصدها، وساعدت العلماء في فهم العلاقة بينها وبين الأجسام الأخرى في الكون.

في دراسة جديدة، تمكن علماء الفلك من تحديد نوع جديد من النوى المجرية النشطة، وأطلقوا عليه لقب “النقاط الحمراء الصغيرة”، هذه الأجسام تظهر على شكل بقع حمراء صغيرة في صور التلسكوب، لتصبح محور تساؤلات حول علاقتها بالكوازارات القوية التي تُعتبر من أبرز مصادر الطاقة، في ديسمبر 2022، تم الإعلان عن هذه الاكتشافات، مما خلق حماسًا في الأوساط العلمية.

على رأس هذه الدراسة، يوجد الفلكي ديل كوسيفسكي من كلية كولبي، والذي تعاون مع مجموعة من الباحثين من مؤسسات مرموقة، مثل جوريت ماثي، هذا الفريق ساهم في إثراء المعرفة حول هذه الأجسام المدهشة والإمكانيات المرتبطة بها، وقد أشار ماتسوكا، أستاذ مشارك في مركز أبحاث الفضاء، إلى أن الكوازارات “غير الواضحة” كانت أكثر انتشاراً في بدايات الكون، حيث أظهرت دراسة مؤلفة من 13 مجرة أن 9 منها تحتوي على دلائل واضحة لوجود هذه الثقوب السوداء المخفية.

يتوقع الباحثون أن الفجوة بين الكوازارات والنقاط الحمراء الصغيرة تشير إلى وجود فئة جديدة من الأجسام، وهو ما قد يساعد في تقديم إجابات حول كيفية تشكل وتطور هذه الكائنات في الزمن البعيد، وقد تم نشر هذه النتائج في مايو 2025، مما يفتح المجال لمزيد من الدراسات المعمقة في هذا المجال.

التوجهات المستقبلية تشمل خطط لرصد 30 جسمًا إضافيًا باستخدام تلسكوب “سوبارو” الياباني، الهدف هو دراسة سلوك هذه الكوازارات المخفية ومقارنتها بالنقاط الحمراء الصغيرة، مع تسليط الضوء على الغازات المحيطة بها لفهم طبيعتها بشكل أفضل، هذا الاكتشاف ليس مجرد تقدم علمي، بل يعيد تشكيل فهمنا لنشأة الكون وتطور المجرات، مما يجعل تلسكوب جيمس ويب أداة علمية رائدة تكشف خفايا تاريخ الكون المبكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى