إطلاق أكبر بطارية رملية في العالم يحقق ثورة في مجال الطاقة

تاريخ النشر: منذ 4 ساعة
🖊️ محمود خالد عمار

شغلت فنلندا مؤخرا أكبر بطارية رملية في العالم، وبهذا الابتكار يحدث تغيير جذري في مجال الطاقة، الفكرة بسيطة لكنها فعالة: الأسرة المتعاونة مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يمكنها تخزين الطاقة الزائدة كحرارة داخل صومعة ضخمة مملوءة بالرمال.

عندما يحتاج السكان إلى التدفئة، خصوصا في شتاء فنلندا الطويل، تعيد البطارية استخدام تلك الحرارة المخزنة، الحرارة تضخ عبر أنابيب إلى البيوت والمكاتب وحتى المسابح، وهذا يعني تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

تعتبر بطاريات الليثيوم شائعة لكن تكلفتها المرتفعة وأثرها البيئي يجعلها أقل جذبًا، إزاء ذلك، قررت شركة بولار نايت إنرجي الفنلندية العودة إلى المواد الطبيعية، باستخدام الرمل الذي غالبا ما يعتبر نفايات من المصانع، يتم تسخين الرمل إلى 400-500 درجة مئوية عندما يحصل على فائض من الكهرباء، مما يزيد من كفاءة التخزين.

تظل البطارية تحتفظ بالحرارة لفترات طويلة بفضل نظام العزل المتطور، حيث تفقد فقط حوالي 10% من حرارتها خلال هذه الفترة، تتوفر البطارية الجديدة على قدرة تخزين تصل إلى 1000 ميجاوات/ساعة، وهو ما يكفي لتدفئة نحو 260 منزلًا لمدة أسبوع كامل في فصل الشتاء.

مستقبل بطاريات الرمل عالميا: هل يمكن هذا الابتكار الانتشار خارج الحدود الفنلندية؟ يعد خيار بطاريات الرمل مثاليًا للأماكن التي تعتمد على أنظمة تدفئة مركزية مثل مناطق شمال أوروبا، إذ إنها أقل تكلفة وأكثر موثوقية دون الحاجة لمواد نادرة، وقعت تقديرات بأن البطارية في بورناينن يمكن أن تقلل انبعاثات التدفئة بنحو 70%، مما يوصل إلى توفير حوالي 160 طنًا متريًا من ثاني أكسيد الكربون بشكل سنوي.

لكن من جهة أخرى، تواجه هذه التقنية تحديات في البلدان التي لا تمتلك بنية تحتية كهربائية نظيفة، في الأماكن المعتمدة على الفحم والغاز، قد يؤدي شحن البطارية إلى تحويل الانبعاثات نحو الاتجاه السلبي، لكن الفكرة تظل مرنة، حيث يمكن استخدام مواد محلية أخرى مثل الطوب المكسر أو الصخور البركانية في تطبيقاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى