التكلفة الكربونية للدردشة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها البيئي
استطاع الذكاء الاصطناعي أن يغير كيفية تواصلنا اليومي، لكن هناك جانب خفي يجب أن نعرفه جيداً، دراسة جديدة من جامعة ميونخ للعلوم التطبيقية تكشف عن التكلفة البيئية لاستخدام تطبيقات الدردشة مثل شات جي بي تي، في عالم يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، استخدم حوالي 52% من البالغين في أمريكا نماذج لغوية متنوعة، ولكن للأسف، هذه التكنولوجيا لا تقتصر فوائدها على السرعة والكفاءة فقط.
تأثيرات الانبعاثات على البيئة
ماكسيميليان دونر، الباحث المسؤول عن الدراسة، قال إن الأثر البيئي للاستخدام المتكرر لهذه الأدوات يعتمد على الطريقة التي نستعمل بها هذه الأنظمة، وتحديدًا، استخدام أساليب التفكير المعقدة يزيد من استهلاك الطاقة وينتج عنه انبعاثات كربونية أكثر بخمسين مرة مقارنة بالنماذج البسيطة، كل ما نكتبه في هذا النظام قد يكون له تأثير غير مباشر على البيئة.
كيف تتراكم الانبعاثات
تعتبر الرموز والمعلمات جزء جوهري في فهم استهلاك الطاقة، عند كتابة سؤال أو طلب، يتم توليد رموز وتمثل كل جزء من طلبنا، النماذج المتقدمة في التفكير تضخ المزيد من الرموز، وكلما زادت الرموز زادت الحاجة لطاقة أكبر، هذا يعني أن الأنظمة الأكثر تعقيدًا لا تزيد فقط من دقة الإجابات، ولكنها أيضًا تضر البيئة بشكل أكبر.
قياسات دقيقة
لتحليل مدى الانبعاثات، قام الباحثون باستخدام أجهزة كمبيوتر متقدمة وقياسوا استهلاك الطاقة بمتوسط انبعاث قدره 480 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط ساعة، كما تم طرح 1000 سؤال يتعلق بمواضيع متنوعة، بدءًا من الفلسفة إلى الرياضيات، تنوعت نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في هذه التجربة، بما في ذلك نماذج متقدمة من شركات مشهورة مثل Meta و Alibaba.
ماذا يعني ذلك لنا؟
الآن، ومع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات، يجب علينا أن نفكر بجدية في التأثيرات البيئية لتصرفاتنا، قد يؤدي فقدان الوعي لهذه التكاليف إلى تفاقم المشاكل البيئية، لذا، من المهم أن نكون على دراية بالطريقة التي نتفاعل بها مع هذه الأدوات ونأمل أن تؤخذ هذه النتائج بعين الاعتبار عند تطوير تكنولوجيا جديدة.
