الذكاء الاصطناعي يثير القلق حول مستقبل محركات البحث التقليدية هل تختفي عن الساحة قريبا؟

منذ 12 ساعة
🖊️محمود خالد عمار

يعيش عالم الإنترنت مرحلة حرجة بسبب الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يتجاوز حدوده التقليدية، في بداية العام الماضي، أظهر ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة "كلاودفلير"، قلقًا متزايدًا بعد تلقيه اتصالات من مسؤولين في شركات إعلامية كبرى، هؤلاء الرؤساء كانوا يبدون خشيتهم من تأثير الذكاء الاصطناعي على أعمالهم وكيف يمكن أن يغير أسلوب تصفح المستخدمين للشبكة.

من المعروف أن شركة "كلاودفلير" تقدم بنيةً تحتيةً تكنولوجيةً لأكثر من 20% من الإنترنت، وقد أكد ماثيو أن العديد من الجمعيات في الوسط الإعلامي بدأوا يلاحظون تغيرات جذرية في كيفية تفاعل الناس مع المحتوى الرقمي، يتجه المستخدمون الآن لاستخدام روبوتات الدردشة للحصول على إجابات مباشرة بدلًا من تصفح روابط متعددة، مما يهدد بقاء المنصات القديمة مثل محركات البحث التقليدية.

وفق لتقارير جديدة، فإن حركة البحث التقليدية قد تنخفض بشكل ملحوظ، حيث تشير التوقعات إلى تراجع بنسبة تصل إلى 25% بحلول عام 2026، هذا التحول من المتوقع أن يؤثر بشكل مباشر على نماذج الأعمال الخاصة بالناشرين الذين يعتمدون على الزيارات لتوليد إيراداتهم، كما أن هذا ينذر بخطر كبير على المواقع التي تضع المحتوى، حيث أن حركة المرور لديها قد تتضاءل بشكل كبير.

بداية حقبة جديدة: صعود الأدوات الذكية

لم يكن معهودًا أن تُستبدل محركات البحث مثل "جوجل" بمثل هذه الأدوات القوية مثل ChatGPT وGrok وPerplexity، حيث تقدم هذه الأدوات معلومات مباشرة وتلخيصات تسهم في تقليل الحاجة لزيارة المواقع الأصلية، هذا الأسلوب الجديد يعكس كيف يمكن لذكاء الآلة أن يكون فعالًا في تقديم إجابات سريعة للمستخدمين.

تأثير الذكاء الاصطناعي على منشئي المحتوى

بات من الواضح أن منشئي المحتوى من المدونين والصحفيين قد يتعرضون لضغوط شديدة، حيث أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد يقود إلى تراجع زياراتهم، إن تمكين هذه التكنولوجيا من الوصول إلى المعلومات مباشرة يهدد بتقليص الفائدة التي يحصل عليها هؤلاء المنشئون من جهودهم.

الحلول الممكنة لمواجهة التحديات

لمواجهة هذه التحولات، تتجه بعض المواقع الأخبارية مثل "نيويورك تايمز" نحو نماذج اشتراكية جديدة، ومع ذلك، هذا قد يعزز من وضع الناشرين الكبار، تاركًا الصغار في مأزق، بالإضافة إلى ذلك، تزداد الدعوات لوضع تشريعات لتحمي حقوق الملكية للمحتوى، لكن تنفيذ ذلك يظل معقدًا في ظل التحديات العابرة للحدود.

مستقبل الإنترنت: بين الكفاءة والتنوع

في قلب النقاش، يبرز تساؤل حول استمرارية الإنترنت كمنصة متنوعة في ظل الهيمنة المتزايدة للذكاء الاصطناعي، قد تكون هناك جوانب إيجابية لتحسين الكفاءة، ولكن هناك مخاوف من فقدان التنوع في المحتوى، إن لم يتم التدخل في هذا الاتجاه، فقد ينتهي المطاف بالشبكة إلى أن تكون مغلقة تهيمن عليها قلة من الشركات الكبرى، مما يقلل من تواجد الأصوات المتنوعة ويحد من الابتكار.

زر الذهاب إلى الأعلى